دعاء
يا
رب ... عبدك يناجيك ... من ظلمات الدنيا ... في زمن تاهت فيه الحقيقة
والتبس الحق فيه بضباب الباطل ... واصبح الباطل يُحـَق والحق يُبطـَل ...
ولا نعرف اين المفر اين الحق اين العدل اين صراطك المستقيم اين الوسط بين
تشددٍ و تفريط ، بين قسوةٍ ورحمة ، بين زهدٍ وسعة ، بين التيار الجارف
والقلة القليلة ... بين وبين ...
يا رب ... لا أعرف بأي صفاتك ادعوك
... فقد وصلت الحروف والكلمات الى منتهاها في القرآن ... فكلمة "عليم"
تعجز عن وصف مدى علمك وكلمة "عظيم" تعجزعن وصف مدى عظمتك ... بل يعجزا عن
وصف ماهية علمك وعظمتك ... فليس كمثلك شئ ... وما وصلنا في القرآن الا
تقريب التقريب الى عقولنا المحدودة التى تقف عاجزة عن ادراك حقيقة نفسِها
فكيف تدرك خالقها !!
يا رب امدنا بمدد من عندك يملئ بصيرتنا نوراً
يغطي قصور عقولنا وتفاهة منطقنا وظلمة انفسنا ... لنرى الحق حقاً ...
وارزقنا اتباعه ... واجعلنا نري بهذا النور تجليات فضلك الذي اختصصت به
خــــــــــــــاصة الخــــــــــــــاصة من عبادك من الصديقييـــــــــن
والشهداء والمخلـَصين.
==========================================================
الفطار
عند
تمام الساعة الرابعة تقابلنا في احد الميادين، ذهبنا الى ماكينة الصرف
الالي لاحد البنوك ... سحب كل منا بضع مئات من الجنيهات ...
- يلا يا جماعة فاضل اقل من ساعتين على المغرب، والمشوار لسه بعيد
- يعني هو لازم المطعم ده، ما في مية مطعم في البلد
- لاااااااااا، ده مش زي أي مطعم ... ده تروح تاكل فيه الاكلة هناك تحس لا مؤاخذة انك بقيت زي الطور
- طيب يلا، عشان بعد كده مش هنلاقي اماكن في اي مطعم ساعة الفطار
انتقلنا
من مواصلة الى اخرى ... نكاد نسمع صوت بطوننا من الم الجوع ... لم يبقى
الا بضع دقائق على المغرب عندما كنا على بعد أمتار قليلة من المطعم,
- ايه ده ه ه ه ... حرام بقى
كل
الاماكن في المطعم امتلئت بالزبائن على بكرة ابيها وكأن البلد كلها عارفة
حكاية هذا المطعم ... جنبات الشارع مصفوفة بالسيارات الفاخرة، وبعضها يحمل
شعارات كنت لا اجدها الا على السيارات الواقفة امام الفنادق الضخمة
والشركات الكبيرة.
اذنت المغرب ... وبعض اصحاب هذه السيارات يقفون
في احد الجوانب ينتظرون من هم على طرابيزات المطعم ان ينتهوا من الاكل حتى
يأخذوا اماكنهم.
العجيب انه حينما نظرت الى الجانب الاخر من الشارع
وجدت مائدة افطار "مائدة الرحمن" يجلس بها بعض الفقراء للافطار بكل بساطة
وبعيدا عن كل تعقيدات الحياة ويبدو عليهم الرضا والسعادة في نفس الوقت الذي
لا يستطيع بعض اصحاب هذه السيارات الفاخرة ان يفطروا لعدم وجود اماكن
بالمطعم، وبالطبع لن يجلسوا على مائدة الرحمن عشان البريستيج.
وكأن
الدنيا تضرب لنا مثالا صارخاً بأنه مهما امتلك الانسان من ثروات وغنى؛ فقد
تأتي عليه لحظة يتمنى انه لو كان مكان هذا الفقير ... في لحظة سعادة صادقة
بسيطة مطمئنة ...
============================================================
فاترينة عرض
في
ذلك الشارع الجانبي من شارع جامعة الدول العربية ... تتراص عشرات الموائد
الدائرية يلتف حول كل مائدة مجموعة من البشر ... تتصاعد ألسنة الدخان في
ارجاء المكان ممتزجة بروائح مختلفة من التفاح والليمون وغيرها من روائح
الشيش، تشعر بأن هذه الادخنة صاعدة من صدور البشر حاملة معها هموهم
وأحلامهم ... تتهاوى أوراق الكوتشينة على بعض الموائد متبوعة بنظرات الامل
في المكسب والقلق من المجهول ...
تظهر طفلة صغيرة بملابس مرقعة تطلب
الفتات من المال حتى تستسطيع أن تأكل ... ثم بعد فترة صغيرة تظهر فتاة
أخرى بملابس نظيفة يبدو عليها أنها بنت ناس، تداعب بعض الزبائن بلمسات
طفولية بريئة، فيتصوروا أنها بنت أحد الزبائن، ثم يدهشوا عندما تطلب هي
الأخرى الفتات من المال ... وبعد وقت قليل تظهر امرأة عجوز يبدو وكأن الزمن
قد غدر بها تطلب ايضا قليلا من المال.
شعرت حينها أن هؤلاء
الشحاتين أصبحوا يمثلوا امامك فاترينة عرض، تعرض عليك الفتاة الضعيفة
المبهدلة ثم الفتاة الجميلة الرقيقة ثم المرأة العجوز ثم الرجل الغلبان ...
فبأيهما يتأثر قلبك تتحرك أناملك ببضع وريقات لتعطيها لهم ...
يأتي القهوجي لاخذ الطلبات ...
- ماذا يوجد عندكم؟
- عندنا شاي، قهوة، ينسون، عصير ليمون، مانجا ...
- طب هات اتنين شاي وثلاثة عصير مانجا
تتصاعد الضحكات هنا وهناك ... تنتشر الابتسامات الصفراء على الوجوه ... تسمع كلمات متطايره من هنا وهناك ...
-
شفت عبد الصادق النهاردة عمل معايا موقف حلو جدا قصاد المدير، أما بقى
سميرة دي فأنا هاعرفها حدودها معايا ... بس بقى بطرس افندي انا شايفوا
متحيز شوية للناس اللي زيه.
- لا يا عم، انا شايف بطرس افندي ده
راجل محترم جدا، وسميرة دي هي بس جد شوية في شغلها، اما عبد الصادق ده انا
مبطقوش اصلا ... مش عارف انت بتحبه على ايه.
.....
.....
شفت ماتش امبارح؟ انا عجبني الواد سالم شطه ده لاعيب جامد أوي -
ده واد تعبان، لا ... اللعيب اللي اسمه ابراهيم عجوه ده هو اللي ملوش حل -
تمر بالشارع فتاة ترتدي بنطال ضيق وقميص شفاف ... يرشقها بعض الزبائن بنظراتهم ... وآخرين يقولون يا راجل هي دي شكل واحدة.
لقد بدا لي كل شئ ساعتها وكأنه فاترينة عرض ... ولا أعرف لماذا استغربت من اسلوب هؤلاء الشحاتين من قبل
- اتفضل يا باشا، طربيزة فاضيه اهيه
- عندكوا ايه يتشرب؟؟
- عندنا شاي، قهوة، ينسون، عصير ليمون، مانجا
...
==================================================================
اقدار الناس
خلق الله سبحانه وتعالى الناس اقسام
1. قسم مبتلى بالخلقة (مرض معين، عيب خلقى، قصر القامة، ...) و
2. قسم مبتلى بالظروف (الفقر، ظروف عائلية سيئة، ...) و
3. قسم مبتلى بالخلقة والظروف
4. قسم غير مبتلى ولكنه قد يتعرض لبعض المواقف الصعبة في حياته
وأنا
في رأي ... ان القسم رقم 3 سيكون لهم اعلى اجر في الاخرة اذا صبروا على
حالهم وفعلوا ما باستطعاتهم للحياة بدون يأس أو اعتراض على قدر الله
وان القسم رقم 4 لابد ان يكون الاكثر قلقا ... لان المؤمن مبتلى ... والابتلاءات تكفر الذنوب وتعلي
الدرجات في الاخرة ... فلابد ان يراعى الله في افعاله ... ويدرك ما به من
نعمة في الدنيا قد يتمنى في الاخرة انه لم يحصل عليها و انه كان من
المبتلين لينال درجات اعلى
والله أعلم